فصل: (سورة العنكبوت: الآيات 36- 37):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{سي ء} في الظاهر قلبت الألف ياء لمناسبة البناء للمجهول، أصله ساء. ولكنّ القلب وقع على الواو، مضارعه يسوء، فأصل اللفظ في البناء للمجهول سوئ بضمّ السين وكسر الواو، ثمّ سكّنت الواو لثقل الكسرة ونقلت الكسرة إلى السين، ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فأصبح سي ء، وهذا شأن الأجوف الواويّ.

.[سورة العنكبوت: الآيات 36- 37]:

{وَإلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْبًا فَقالَ يا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخرَ وَلا تَعْثَوْا في الْأَرْض مُفْسدينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا في دارهمْ جاثمينَ (37)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة- أو استئنافيّة- {إلى مدين} متعلّق بفعل محذوف تقديره أرسلنا {شعيبا} عطف بيان- أو بدل- منصوب الفاء عاطفة {قوم} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف. والياء مضاف إليه الواو عاطفة في الموضعين {لا} ناهية جازمة {في الأرض} متعلّق بفعل تعثوا {مفسدين} حال مؤكّدة منصوبة، وعلامة النصب الياء.
وجملة: أرسلنا {شعيبا} لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة.
وجملة: {قال} لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسلنا.
وجملة النداء وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {اعبدوا} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {ارجوا} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: {لا تعثوا} لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
(37) الفاء عاطفة في المواضع الثلاثة {في دارهم} متعلّق ب {جاثمين} خبر أصبحوا.
وجملة: {كذّبوه} لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: {أخذتهم الرجفة} لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوه.
وجملة: {أصبحوا} {جاثمين} لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتهم الرجفة.

.[سورة العنكبوت: آية 38]:

{وَعادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ منْ مَساكنهمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَن السَّبيل وَكانُوا مُسْتَبْصرينَ (38)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {عادا} مفعول به لفعل محذوف تقديره {أهلكنا} وفاعل {تبيّن} ضمير مستتر يعود على الإهلاك المفهوم من سياق الآية {لكم} متعلّق ب {تبيّن} {من مساكنهم} متعلّق ب {تبيّن} الواو حاليّة- أو استئنافيّة- {لهم} متعلّق ب {زيّن} الفاء عاطفة {عن السبيل} متعلّق ب {ضدّهم} الواو حاليّة.
جملة: أهلكنا لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {تبيّن} إهلاكهم لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {زيّن لهم الشيطان} في محلّ نصب حال تقديره قد.
وجملة: {صدّهم} في محلّ نصب معطوفة على جملة زيّن لهم الشيطان.
وجملة: {كانوا مستبصرين} في محلّ نصب حال بتقدير قد.

.الصرف:

{مستبصرين} جمع مستبصر، اسم فاعل من السداسيّ استبصر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.

.[سورة العنكبوت: آية 39]:

{وَقارُونَ وَفرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بالْبَيّنات فَاسْتَكْبَرُوا في الْأَرْض وَما كانُوا سابقينَ (39)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة في المواضع الثلاثة قارون معطوفة على عادا، الواو استئنافيّة {لقد جاءهم موسى} مثل {لقد تركنا} {بالبيّنات} متعلّق بحال من موسى الفاء عاطفة {في الأرض} متعلّق ب {استكبروا} الواو عاطفة ما نافية.
جملة: {جاءهم موسى} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {استكبروا} لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة: {ما كانوا سابقين} لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.

.[سورة العنكبوت: آية 40]:

{فَكُلًا أَخَذْنا بذَنْبه فَمنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْه حاصبًا وَمنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا به الْأَرْضَ وَمنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَما كانَ اللَّهُ ليَظْلمَهُمْ وَلكنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلمُونَ (40)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة {كلّا} مفعول به مقدّم منصوب {بذنبه} متعلّق ب {أخذنا} والباء سببيّة الفاء عاطفة تفريعية {منهم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر {من أرسلنا} {عليه} متعلّق ب {أرسلنا} وكذلك تعرب الجمل اللاحقة الشبيهة {به} متعلّق ب {خسفنا} الواو عاطفة {ما} نافية اللام لام الجحود أو الإنكار {يظلمهم} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام الواو عاطفة {أنفسهم} مفعول به مقدّم.
والمصدر المؤوّل {أن يظلمهم} في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
جملة: {أخذنا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {منهم من أرسلنا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {أرسلنا} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الأول.
وجملة: {منهم من أخذته} لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من أرسلنا.
وجملة: {أخذته الصيحة} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الثاني.
وجملة: {منهم من خسفنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من أرسلنا.
وجملة: {خسفنا} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الثالث.
وجملة: {منهم من أغرقنا} لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من أرسلنا.
وجملة: {أغرقنا} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الرابع.
وجملة: {ما كان اللّه} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يظلمهم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {كانوا يظلمون} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان اللّه ليظلمهم.
وجملة: {يظلمون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.الفوائد:

كلا مفعول به مقدم للفعل {أخذنا} وقد سبق لنا وتحدثنا عن كل وبعض فيما تقدم.
وَما كانَ اللَّهُ ليَظْلمَهُمْ: فهذه اللام هي لام الجحود، وحدّها أن تسبق بكون منفي وقد جرى الحديث عنها.

.[سورة العنكبوت: آية 41]:

{مَثَلُ الَّذينَ اتَّخَذُوا منْ دُون اللَّه أَوْلياءَ كَمَثَل الْعَنْكَبُوت اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوت لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوت لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (41)}.

.الإعراب:

{من دون} متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذوا {كمثل} متعلّق بخبر المبتدأ مثل الواو حاليّة اللام المزحلقة للتوكيد {لو} حرف شرط غير جازم.
جملة: {مثل الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اتّخذوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {اتّخذت} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {إنّ أوهن البيوت} في محلّ نصب حال.
وجملة: {لو كانوا} لا محلّ لها استئنافيّة. وجواب الشرط محذوف تقديره ما عبدوا الأصنام.
وجملة: {يعلمون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.الصرف:

{العنكبوت} اسم جنس للحيوان المعروف وزنه فعللوت، فالواو والتاء مزيدتان، جمعه عناكب وعناكيب يذكّر ويؤنّث، وقد يقع عنكبوت على المفرد والجمع.
{أوهن} اسم تفضيل من وهن الثلاثيّ وزنه أفعل.

.البلاغة:

التشبيه المركب: في قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذينَ اتَّخَذُوا منْ دُون اللَّه أَوْلياءَ كَمَثَل الْعَنْكَبُوت اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوت لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوت}.
المعنى مثل الذين اتخذوا من دون اللّه أولياء، فيما اتخذوه معتمدا ومتكلا في دينهم، وتولوه من دون اللّه تعالى، كمثل العنكبوت فيما نسجته واتخذته بيتا، والغرض تقرير وهو أمر دينهم، وأنه بلغ الغاية التي لا غاية بعدها ومدار قطب التشبيه أن أولياءهم بمنزلة منسوج العنكبوت ضعف حال وعدم صلوح اعتماد عليه، وعلى هذا يكون قوله تعالى: {إنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوت} تذييلا يقرر الغرض من التشبيه.
ويجوز أن يكون المعنى والغرض من التشبيه ما سمعت، إلا أنه يجعل التذييل استعارة تمثيلية، ويكون ما تقدم كالتوطئة لها.

.الفوائد:

عودا إلى المثل والتمثيل في القرآن الكريم: رغم أننا نوّهنا بهذا الفن الكريم مرارا. ومن علماء البلاغة من اعتبره من الاستعارة التمثيلية القائمة على التشبيه التمثيلي: قال عبد القاهر الجرجاني: وهل تشك في أن التمثيل يعمل عمل السحر في تأليف المتباينين، حتى يختصر بعد ما بين المشرق والمغرب، وهو يريك المعاني الممثلة في الأشخاص الماثلة، وينطق لك الأخرس، ويعطيك البيان من الأعجم، ويريك الحياة في الجماد، ويريك التئام عين الاضداد، ويجعل الشيء قريبا بعيدا معا.
وهكذا فقد أدرك نفر من القدامى، ما للتمثيل في القرآن الكريم، من مزية.

.[سورة العنكبوت: آية 42]:

{إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ منْ دُونه منْ شيء وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ (42)}.

.الإعراب:

{ما} نافية، {من دونه} متعلّق بحال من شيء {شيء} مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به عامله يدعون الواو عاطفة {الحكيم} خبر ثان مرفوع.
وجملة: {إنّ اللّه يعلم} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {يعلم} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {ما يدعون} في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالنفي.
وجملة: {هو العزيز} لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ اللّه يعلم.

.[سورة العنكبوت: آية 43]:

{وَتلْكَ الْأَمْثالُ نَضْربُها للنَّاس وَما يَعْقلُها إلاَّ الْعالمُونَ (43)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {الأمثال} بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- مرفوع {للناس} متعلّق ب {نضربها} الواو عاطفة {ما} نافية {إلّا} للحصر {العالمون} فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: {تلك الأمثال نضربها} لا محلّ لها معطوفة على جملة مثل الذين.
وجملة: {نضربها للناس} في محلّ رفع خبر المبتدأ {تلك}.
وجملة: {ما يعقلها إلّا العالمون} في محلّ رفع معطوفة على جملة نضربها.

.[سورة العنكبوت: آية 44]:

{خَلَقَ اللَّهُ السَّماوات وَالْأَرْضَ بالْحَقّ إنَّ في ذلكَ لَآيَةً للْمُؤْمنينَ (44)}.

.الإعراب:

{بالحقّ} متعلّق بحال من لفظ الجلالة، والباء للملابسة {في ذلك} متعلّق بمحذوف خبر إنّ اللام لام الابتداء للتوكيد {آية} اسم إنّ منصوب {للمؤمنين} متعلّق بنعت لآية.
جملة: {خلق اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّ في ذلك لآية} لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.

.[سورة العنكبوت: آية 45]:

{اتْلُ ما أُوحيَ إلَيْكَ منَ الْكتاب وَأَقم الصَّلاةَ إنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَن الْفَحْشاء وَالْمُنْكَر وَلَذكْرُ اللَّه أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ (45)}.

.الإعراب:

{ما} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل {أوحي} ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد {إليك} متعلّق ب {أوحي} {من الكتاب} متعلّق ب {أوحي} الواو عاطفة في المواضع الثلاثة {عن الفحشاء} متعلّق ب {تنهى} اللام لام الابتداء للتوكيد {ما} حرف مصدريّ.
جملة: {اتل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أوحي إليك} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {أقم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {إنّ الصلاة تنهى} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {تنهى عن الفحشاء} في محلّ لها رفع خبر إنّ.
وجملة: {ذكر اللّه أكبر} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: {اللّه يعلم} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: {يعلم ما تصنعون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {اللّه}.
وجملة: {تصنعون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}.
والمصدر المؤوّل {ما تصنعون} في محلّ نصب مفعول به عامله يعلم.

.الصرف:

{أقم} فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أقيم- بفتح الهمزة- جاءت الياء ساكنة مع الميم فحذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح أقم وزنه أفل، وهذا شأن المعتلّ الأجوف في الأمر، والياء عين الكلمة منقلبة عن واو.
{تنهى} فيه إعلال بالقلب أصله تنهي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وقد رسمت بالياء غير المنقوطة لأنها رابعة.